fares أبو الفوارس
430 نقاطك بالموقع : 1237 24 تاريخ خروجك للدنيا : 16/07/1984 تاريخ التسجيل : 30/03/2010 ما قد انتهى من عمرك : 39
وطنك : أم الدنيا مدينتك : أرض الكرم مساعدة الآخرين ليس بعد يا طيري الطاير بلغ سلامي سلامي بحسرة بعدي وأيامي
| موضوع: معنى لا إله الإ الله الخميس 07 يوليو 2011, 2:43 pm | |
| (لا معبودَ بحقٍّ إلا اللهُ) قال الحافظ بن أحمد الحكمي - رحمه الله - : فمعنى لا إله إلا الله : لا معبود بحقٍّ إلا الله ، (لا إله) نافياً جميع ما يعبد من دون الله فلا يستحق أن يعبد، (إلا الله) مثبتاً العبادة لله، فهو الإله المستحق للعبادة، فتقدير خبر (لا) المحذوف بـ(حق) هو الذي جاءت به نصوص الكتاب والسنة، وأما تقديره بـ(موجود) فيفهم منه الاتحاد، فإن الإله هو المعبود، فإذا قيل لا معبود موجود إلا الله لزم منه كل معبود عُبِدَ بحق أو باطل هو الله فيكون ما عبده المشركون من الشمس والقمر والنجوم والأشجار والأحجار والملائكة والأنبياء والأولياء وغير ذلك هي الله فيكون ذلك كله توحيداً فما عُبِدَ على هذا التقدير إلا الله إذ هي هو، وهذا والعياذ بالله أعظم كفر وأقبحه على الإطلاق وفيه إبطال لرسالات جميع الرسل وكفر بجميع الكتب وجحد لجميع الشرائع وتكذيب بكل ذلك وتزكية لكل كافر من أن يكون كافراً إذ كل ما عبده من المخلوقات هو الله فلم يكن عندهم مشركاً بل موحداً، تعالى الله عما يقول الظالمون والجاحدون علواً كبيراً، فإذا فهمنا هذا فلا يجوز تقدير الخبر بـ(موجود) إلا أن يُنْعتَ اسم لا بحق فلا بأس ويكون التقدير (لا إله حقاً موجود إلا الله)، فبقيد الاستحقاق ينتفي المحذور الذي ذكرنا. من كتاب "معارج القبول" للشيخ الحافظ بن أحمد الحكمي.وقال مفتي المسلمين الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز - رحمه الله - : تقدير الخبر بكلمة (في الوجود) - أي أن نقول إن معنى لا إله إلا الله هو لا معبود في الوجود إلا الله - ليس بصحيح، لأن الآلهة المعبودة من دون الله كثيرة وموجودة وتقدير الخبر بلفظ (في الوجود) لا يحصل به المقصود من بيان أحقية ألوهية الله سبحانه وتعالى وبطلان ما سواها، لأن القائل يقول : كيف تقولون (لا إله في الوجود إلا الله)؟ وقد أخبر الله سبحانه عن وجود آلهة كثيرة للمشركين، كما في قوله سبحانه:(وما ظَلَمْناهُمْ ولَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَما أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُوْنَ مِنْ دُوْنِ اللهِ مِنْ شَيْءٍ) وقوله سبحانه : (فَلَوْلا نَصَرَهُمُ الَّذِيْنَ اتَّخَذُوا مِنْ دُوْنِ اللهِ قُرْباناً آلِهَة) الآية. فلا سبيل إلى التخلص من هذا الاعتراض وبيان عظمة هذه الكلمة وأنها كلمة التوحيد المبطلة لآلهة المشركين وعبادتهم من دون الله، إلا بتقدير الخبر بغير ما ذكره النحاة، وهو كلمة (حق) لأنها هي التي توضح بطلان جميع الآلهة وتبين أن الإله الحق والمعبود بالحق هو الله وحده كما نبه على ذلك جمع من أهل العلم منهم أبو العباس ابن تيمية وتلميذه العلامة ابن القيم وآخرون رحمهم الله. ومن أدلة ذلك قوله سبحانه : (ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ وأَنَّ ما يَدْعُوْنَ مِنْ دُوْنِهِ هُوَ الباطِلُ) فأوضح سبحانه في هذه الآية أنه هو الحق وأن ما دعاه الناس من دونه هو الباطل، فشمل ذلك جميع الآلهة المعبودة من دون الله من البشر والملائكة والجن وسائر المخلوقات، واتضح بذلك أنه المعبود بالحق وحده، ولهذا أنكر المشركون هذه الكلمة وامتنعوا من الإقرار بها لعلمهم بأنها تبطل آلهتهم لأنهم فهموا أن المراد بها نفي الألوهية بحق عن غير الله سبحانه، ولهذا قالوا جواباً لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، لما قال لهم : قولوا لا إله إلا الله (أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلهاً واحِداً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عُجاب)، وقالوا أيضاً :(أَئِنَّا لَتارِكُوا آلِهَتِنا لِشاعِرٍ مَجْنُوْن)، وما في معنى ذلك من الآيات. وبهذا التقدير يزول جميع الاشكال ويتضح الحق المطلوب.
والله ولي التوفيق.
|
| |
|