أثناء المعركة راح الفرنج على الضفة المقابلة لبحر أشموم يكدون ويجدون لإتمام
الجسر حتى يتمكنوا من العبور لمساعدة فرسانهم، ولكن لما وردتهم أنباء سحق الفرسان،
عن طريق بيتر أوف بريتني الذي فر إليهم بوجه مشجوج من ضربة سيف، وشاهدوا بقايا
فرسانهم مدبرين إلى جهتهم والمسلمين في أعقابهم، راحوا يلقون بأنفسهم في مياه
النيل بغية العودة إلى معسكراتهم وكاد لويس ذاته أن يسقط في الماء. يصف المؤرخ "
جوانفيل" الذي حضر
الواقعة كالتالي: "
في تلك المعركة أعداد كبيرة من الناس من ذوي الهيئات المحترمة
ولوا مدبرين فوق الجسر الصغير في مشهد مخزي لأبعد الحدود. لقد كانوا يهرولون وهم
في حالة من الذعر الشديد، وبدرجة جعلتنا لا نتمكن من إيقافهم على الإطلاق. أستطيع ذكر
أسمائهم ولكني لن أفعل ذلك لأنهم صاروا في عداد الأموات".
[83]وبذلك أصبح الصليبيون في ذات الموقع الذي باتوا فيه في
الليلة السابقة على الضفة الشمالية من بحر أشموم
[84][85] حيث أداروا عليهم سوراً وبقوا تحت هجوم مستمر طوال اليوم. وقد
اتهم بعض الفرسان لويس التاسع بالجبن والتخاذل.
[86]بعد المعركة عقد فارس الدين أقطاي، القائد العام للجيوش
المصرية، مجلس حرب لمناقشة أمر يتعلق بالعثور بين قتلى الفرنج على شارة تحمل علامة
البيت الملكي الفرنسي، كان صاحب الشارة هو شقيق الملك لويس، "روبرت دى أرتوا" الذي لقي
مصرعه في المعركة، ولكن أقطاي ظن أنها خاصة بلويس وأن العثور عليها دليل على أنه
قد قُتل، فقال: "كما أن المرء لا يهاب جسداً بلا رأس، فإنه أيضاً لا يهاب
قوماً بلا قائد"، فاتفق الجميع على ضرورة الهجوم الفوري على معسكر الصليبيين،
فقام المسلمون في الفجر بشن هجوم واسع صمد فيه الفرنج ولكنه ألحق بهم خسائر فادحة.
في هذا الهجوم فقد مقدم فرسان المعبد "وليم أوف سوناك"
(
بالإنجليزية: William of Sonnac) إحدى عينيه، ثم فقد الأخرى بعد بضعة
أيام ومات.
[87][88]انطلق
الحمام من
المنصورة بنبأ الانتصار على الصليبيين وحط
بالقاهرة، فضربت
البشائر بقلعة الجبل وفرح الناس وأقيمت الزينات.
[89]