البلطجية والساقطات وصناعتهم في مصر

منذ ان ولدت ظاهرة البلطجي الشجاع في اعلامنا العريق ! وعلى
يد مخرجين وممثلين وكتاب برعوا في تصوير البلطجي على احسن حال حيث جعلوه قدوة بعض
الشباب وجعل الشباب يولعوا بهذا الشخص الذي تم تصويره بالبطل الشهم ولا حرج من ذكر
امثلة للابطال كاللمبي الذي ما ان تم نشر الفيلم العربي بقيادة الفنان محمد سعد
الى ان وجدنا كثير من شبابنا واطفالنا يقلدونه في صفاته وحركاته وكلامه ويتفاخروا
بذلك وكانت هذه اوج صناعة ما يسمى البلطجي البطل مما روج لهذه الفكرة القذرة لمعظم
الافلام السينمائية بعدها

وهذا ليس كل شيء فانه منذ وقت صناعة السينما في مصر وهي
تركن الى هذا المبدأ الحقير بان تجعل من البلطجي بطل فضلا عن تصوير الساقطات بانهن
حماة الوطن ويضحين بشرفهن من أجل صد العدوان عن بلدنا الحبيبة وكانهن ضحية الدفاع
عن الوطن

والخطير في الامر ان الاعلام يغمرنا كل يوم بافلام غزيرة
في اغلبها تعتمد اعتماد كلي على شخصية البلطجي ومنشأه وعالمه وماذا يفعل وبما يقدم
لمصر وما هو ظروف معيشته وكان مصر لا يوجد بها سوى عالم البلطجية والعشوئيات مع
العلم بان هذه الافلام لا تهدف لمعالجة هذا العالم ولكن تزيده سوء وتضع له الشرعية
وتخرج لنا اجيال تعجبهم هذه الشخصية وتدفعهم الغريزة التطفلية الى التشبه بهولاء
وممارسة اعمالهم لانها وعلى حد كتاب الافلام السينمائية المصرية اعمال بطولية وان
البلطجة ركن أساسي في اعمدة التكوين الاساسي للشخصية المصرية

اضف الى ذلك عالم الساقطات المتعفنات حيث تم وضع لهم
قواعد الشرعية واعتبارهم عنصر غير منبوذ في المجتمع المصري بل اعتبارهم في بعض
الاحيان بانهم سيدات اعمال وامهات فضليات لهم وضعهن في المجتمع المصري مما ارسل
صورة سيئة للعالم الخارجي بان مصر هي عبارة عن بلطجية وساقطات وعشوائيات !!!!!!